ما أجمل وما أكبر حقه علينا . . . ما أجمل سماءه الصافية وجباله الشامخة وهضابه العالية وسهوله الفسيحة وصحاريه الممتدة وأدويته الخصيبة . . . ما أجمل بره وبحره وليله ونهاره وما أكرم أهله الطيبين . على أرضه درجنا ونشأنا وممن نسيمه العاطر تنفسنا ومن خيراته الوافرة تغذت أجسامنا ومن مياهه العذبة ارتوت صدورنا وفي ملاعبه لعبنا وفي ظلال أشجاره استرحنا وشعرنا بالساعدة .
الوطن يعطينا بلا مقابل ولا ينتظر منا أجراً ولا شكر انه هدية من الله لنا نعيش في أرجائه سعداء آمنين من الطبيعي بعد ذلك كله أن يحب الإنسان وطنه ويعرف فضله فإذا سافر عنه أياماً شعر بالشوق إليه والرغبة بالعودة إلى ربوعه .
بل أن الطيور في السماء تحن إلى أوطانها فتراها في الشتاء ترحل عنها إلى البلاد الدافئة فإذا انقضى الشتاء وحل الربيع تراها عادت إلى أوطانها بل إلى أعشاها نفسها ولقد قيل :-
حب الوطن من الإيمان , وقال الشاعر :-
وحبب أوطان الرجال إليهم
مآرب قضاها الشباب هنالك
وإذا كان حق الوطن علينا كبيراً فإن واجبنا نحوه كبير أيضاً . . . واجبنا نحو الوطن أن نحبه ونحميه
ونكون جنود ونصون حدوده وندافع عن سمعته وكرامته وأن نعمل على رفعة شأنه
وذلك لا يكون إلا بالعلم والجِد والتحلي بالصفات والأخلاق الحسنة وأن نتعاون جميعاً على ذلك فإذا إرتفع شأن الوطن إرتفع شأننا جميعاً وكان مستقبلنا زاهراً مضيئاً بإذن الله .