[ بشروطه وآدابه وسننه وما يجب وما لا يجب إلى غير ذلك ] حتى يهيئ
نفسه لاستقبال شهر رمضان .
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )
فمن لا يسأل عن أمور دينه ولا يتفقه في أحكام الصيام ما أراد الله به خير
بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين )
وأخيرا : هذه بعض الأمور التي نستقبل بها هذا الشهر .. فاغتنم أيام هذا الشهر
.. ولياليه .. وساعاته .. في الاستزادة من الخير والإقبال على الله عز وجل ..
فإن العاقل والله لا يفرط في هذه الأيام ..
وما يدريك لعلك مكتوب في سجل الأموات هذا العام .. وما يدريك لعلك لا تدرك رمضان المقبل.
شهر القرآن: كان الامام الشافعي في رمضان يختم القرآن60 مرة ..أي فبـ اليوم ختمتين!!
وكان الامام احمد يغلق الكتب ويقول هذا شهر القرآن..
وكان الامام مالك بن انس لا يفتي ولا يدرس في رمضان ويقول هذا شهر القرآن..
احتضر احد السلف فجلس ابناءه يبكون فقال لهم: لا تبكوا فوالله لقد كنت اختم
في رمضان في هذا المسجد عند كل سارية 10 مرات ..وكان في المسجد 4 ساريات
..اي ختم 40 مرة في رمضان..
كان بعض السلف الصالح يحيي ليله بقراءة القرآن فمر عليه احد تلاميذه..
فسمعه يردد "ان الذين ءامنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا"
فأخذ يكرر الآية حتى طلع الفجر.. فذهب اليه تلميذه بعد صلاة الفجر وسأله عما رآه
..فقال له: استر علي ما رأيت.
فقال استره عليك مادمت حيا ..ولكن اخبرني بخبرك.
فقال: عندما كنت ارددها نازل قلبي الود الذي بين العبد وربه..
فأخذت أتلذذ بذلك الوداد..وكلما كررت الآية ازداد ذلك الود في قلبي!!
شهر الاخلاص: شهد ابن المبارك احد المعارك فتقدم احد الكفار وطلب المبارزة..
فخرج له احد المسلمين.. فقتله..فخرج آخر فقتله احد المسلمين ثم ظهر آخر..
فخرج فارس ملثم واخذ يقاتل الكافر حتى قتله..فأقبل عليه المسلمون
فشد على لثامه فجاء احدهم وشد اللثام فرأوه ابن المبارك..فغضب
وقال: ما زلت تتبعنا حتى تفشي سرنا مع الله. لم يفرح لمعرفة الناس بشجاعته.
بنى احد الصالحين مسجدا..فنسب الى الوكيل الذي اشرف على بنائه..
فذهب بعض الناس وقالوا له: لماذا تسكت ولا تنسب المسجد اليك.
فقال: لأن الذي بنيت لأجله المسجد يعلم!!
شهر القيام: كان عثمان بن عفان يختم القرآن كل ليلة من رمضان!!
احمد بن حنبل يقوم في كل ليلة من رمضان 300 ركعة!!
شهر الانفاق: تصف السيدة عائشة النبي صلى الله عليه وسلم النبي بأنه كان
جوادا واجود ما يكون في رمضان كالريح المرسلة
شهر حسن الخلق: بصق احد الجاهلين الحاقدين على آل البيت الكرام في
وجه زين العابدين..فتبسم رضي الله عنه ..!!!
التوبة إلى الله : إن التوبة مطلوبة في كل وقت و لكنها قبل مواسم الخيرات تكون أشد طلبا ،
وذلك لان الذنوب هي التي تحول بين العبد و بين اغتنام هذه المواسم
يقول الله تعالى ( و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير )
ومن أعظم المصائب المصيبة في الدين ، أن تمر عليك مثل هذه المواسم
و لا تغتنمها في طاعة الله
إن بعض الناس يظن أنه يعصي الله و الله لا يعاقبه ، وذلك لأنه يرى أن النعم عليه
مستمرة و لا تنقطع فالمال موجود و الأولاد بعافية و كل شيء على ما يرام ،
ولا يدرى المسكين أنه يعاقب وهو لا يشعر و ذلك بحرمانه اغتنام مثل هذه
المواسم بالطاعات ،لان الطاعة شرف و العاصي لا يستحق هذا الشرف ،
فيا أخي يا من يريد الفوز و المغفرة بادر بالتوبة و الإنابة قبل رمضآن حتى تفوز في رمضآن
الصدق مع الله : إن الله يطلع على القلوب و يعلم ما بها / و والله ما من عبد يطلع الله
على قلبه فيرى أنه يريد الفوز في رمضآن بصدق إلا أعطاه الله الفوز
في رمضآن و ما من عبد يطلع الله على قلبه فيرى أنه يريد الشهوات و عمل
السيئات في رمضآن إلا لم يبال الله به في أي واد هلك .
فالصدق الصدق ايها المسلم فعلى قدر صدقك يكون فوزك
العزم على اغتنام لحظات و أوقات رمضآن بالطاعة :
إن من أعظم علامات الصدق أن يكون العبد عازما على اغتنام كل دقائق
و لحظات رمضآن في طاعة الله و ذلك بعمل برنامج يومي يملئ بالطاعات
و العبادات حتى لا يترك مجالا لنفسه أن تشغله بالمعصية ، و أن يحاول قدر
استطاعته أن يتقن هذه الطاعات و العبادات .
بل وعليه أن يغتنم رمضآن لتعويد النفس على أنواعا من الطاعات ،
فلا ينتهي رمضآن إلا و قد أخذ حظه منه و تزود بزاد من الأعمال الصالحة
التي تربت النفس عليها .
أن هذا العزم و هذه النية الصالحة في عمل الخير تفيدك كثيرا فلو قدر الله
عليك فلم تستطع اغتنام رمضــآن بالطاعة لعذر و مانع مقبول فإن الله
لا يضيع لك هذه النية الصالحة بل حتى لو قدر الله فمت قبل رمضآن فإن
الله يكتب لك كأنك عملت تلك الصالحات .
اللَّهُمَّ إِنِّا نسْأَلُكَ فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ،
وَجَوَامِعَهُ، وَأَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، وَظَاهِرَهُ وَبَاطِنَهُ،
وَالدَّرَجَاتِ الْعُلَى مِنَ الْجَنَّةِ .
اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْنا،
وَبِكَ آمَنْا وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْن
وَإِلَيْكَ أنَبْنا، وَبِكَ خَاصَمْنا
وَإِلَيْكَ حَاكَمْنا،
فَاغْفِرْ لِنامَا قَدَّمْنا وأَخَّرْنا،
وَأَسْرَرْنا وَأَعْلَنْا.
أَنْتَ ربنا لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِنا جَمِيعَ مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِنا
وَاعْصِمْنِا فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِنا،
وَارْزُقْنِا عَمَلاً زَاكِياً تَرْضَى بِهِ عَنِّا